كتابة المحتوى وسوق العمل
يتساءل بعض أصحاب المشاريع عن كيفية البدء بكتابة المحتوى، وعن كيفية الالتزام بالكتابة لمشاريعهم. يفضّل البعض توظيف كاتب داخل الفريق، ويرى آخرون الكفاية في أن تطلب خدمات المستقلين للتسويق بالمحتوى من خلال مقالات مجدولة. للإجابة على هذا السؤال، وجدتُ في تقرير نشر في عام ٢٠٢١ بيانات تستحق النقل، فقد تضيء جوانب للباحث عن تعاقدات الكتّاب المعاصرة.
أحد الأسباب الأخرى في كتابة هذا المقال، هي ملاحظتي لغياب ثقافة التعامل مع الكاتب في سوق العمل. لا يزال صاحب المشروع يرى المحتوى المكتوب دخيلًا على دائرة السوق، له نتائج جيدة إلا أنه من خارج دائرة مجال الأعمال. ما لا يعرفه هؤلاء هو وجود ٦٠٠ مليون مدونة على الإنترنت بحسب تقرير حالة التدوين العالمي للعام ٢٠٢٢، تقرأ نسبة ٧٧ بالمئة من مستخدمي الإنترنت مقالات المدوّنات الشخصية والتجارية والرسمية وغيرها. تعرف الشركات التي انتفعت بالتسويق بالمحتوى حجم تلك الفرص، وتعرف أن لكتابة المحتوى على الإنترنت أثرًا بالغ الأهمية على تجارتهم.
هل من الأفضل أن توظف الكاتب أم تطلب خدماته بصفته مستقلًا؟
نشر في ٢٠٢١ تقرير لسيمروش (Semrush) بعنوان «تقرير حالة عمليات المحتوى والاستعانة بمصادر خارجية». على الرغم من عدم حداثته، وجدت مضمونه قيّمًا للمشتغلين في صناعة المحتوى ومقدمي الخدمات وطالبيها. فبحسب الإحصائيات الناجمة عن أداتهم لاستعراض كلمات البحث المفتاحية، يبلغ العدد الشهري العالمي الذي يتم البحث فيه عن «كتابة المحتوى» ٩٢.٨ ألفًا.
أصبح الحبر الرقمي، كما يشير إليه التقرير، من أساسيات التسويق عبر المحتوى في العالم الرقمي. فالاكتفاء بالمواد المرئية والفيديوهات لا تغني عن النص المكتوب. لا تغرّك نجاحات المشاريع المتتالية المعتمدة على محتوى جذاب، فصناعة المحتوى ظاهرها براق وباطنها تعقيد بالغ. فلصناعة محتوى ذي جودة عالية، يتوجب عليك بذل الغالي والنفيس. فالجهد والموارد والمال عناصر مطلوبة في تلك الصنعة.
تتكل بعض المشاريع كليًا على فريقها الداخلي للإبداع، فيما تبحث مشاريع أخرى عن الاستعانة بمصادر خارجية لخدمات الكتابة. سيكشف هذا المقال جانبًا غير ظاهر للعيان لكتابة المحتوى الرقمي. لتدعيم مخرجات التقرير، أقام فريق الإعداد أكثر من عشرين مقابلة مع مسوقين حسني السمعة، وأكثر من ٧٠٠ استبانة، لتقديم النتائج الآتية.
الاستعانة بمصادر خارجية أم الاكتفاء بالفريق الداخلي
بناءً على مقابلاتهم مع المسوقين، توجد ثلاث طرق رئيسية لصناعة المحتوى:
- الاستعانة بمصادر خارجية كليًا.
- كتابة كل قطعة محتوى داخليًا دون الاستعانة بمصادر خارجية.
- مزج صناعة المحتوى بين الفريق الداخلي والاستعانة بمصادر خارجية.
رفض الاستعانة بمصادر خارجية – صناعة المحتوى داخليًا
بالنظر إلى الرسم البياني أعلاه، يتفوق خيار الاكتفاء بفريق داخلي على بقية الخيارات مجتمعة. بأكثر من النصف قليلًا، أُجيبَ على الاستبيان المُرسل بتحديد القطاعات المنتهجة لهذه المقاربة في صناعة المحتوى.
ماهي القطاعات؟
تقنية المعلومات وهندسة البرمجيات تتقدم المجالات بنسبة ٩٪ من الأجوبة. بعدها مباشرة شركات التسويق والمبيعات والتجزئة بنسبة ٨٪. وأخيرًا الصحة والتعليم كلاهما في المرتبة الثالثة بنسبة ٧٪.
هذه بقية النسب موزعة على قطاعات مختلفة:
- التصنيع والإنتاج ٦٪
- البرمجيات الخدمية ٥٪
- التكنولوجيا والأدوات ٥٪
- السياحة ٤٪
- النشر والإعلام ٤٪
- التجارة الإلكترونية ٤٪
- الأغذية ٣٪
- المالية ٣٪
- العقار ٢٪
تذيلُ نهاية القائمة قطاع النقل واللوجستيات والمؤسسات الحكومية بنسبة ١٪. وبقية قطاعات مختلفة نسبها أقل من أن تدرج بالقائمة.
حجم الشركة
بمعرفة نوعية نشاط عمل عينة البحث، طُرح سؤال ما إن كانت هنالك علاقة طردية بين عدد منتسبي الكيان المؤسسي والاستعانة بمصادر خارجية لكتابة المحتوى. وظهر أن نسبة ٥٢٪ ممن أجاب على الاستبيان يعملون في شركات عدد موظفيها أقل من ٥٠ موظف وموظفة. بينما كانت المؤسسات الكبيرة بمعدل ١٠٠ موظف وموظفة، ثاني أكبر مجموعة رفضت التعاقد بمصادر خارجية لكتابة المحتوى بنسبة ٢١٪ من الأجوبة.
تليها نسبة ١٣٪ للشركات التي يتراوح عدد منتسبيها من ١٠١ إلى ٥٠٠. وأخيرًا، الشركات بمعدل ٥٠١ إلى ١٠٠٠ والشركات بمعدل ٥١ إلى ١٠٠ منتسب كلاهما ٧٪.
تبقى تفضيلات المنظمة لخيارات العمل مبنية على القدرة في التشغيل والموارد المتاحة. أن تستعين بكاتب من الخارج أو أن توكل الفريق الداخلي بالكتابة، كلاهما خياران نافعان. ما يحدد نموذج عمل المؤسسة هو مدى توفر الكفاءة والميزانية اللازمة لتنفيذ المطلوب. أما من يصنع المحتوى الموّلد من الذكاء الاصطناعي، فهذا كما نقول بالتعبير الشائع «ماله حل».
إذا أعجبتك هذه المقالة اقرأ ماهي المحادثة الصامتة التي تحدث بذهن العميل؟ والتي تناولت طريقة لروبرت كولير المفيدة لكتّاب الإعلانات.
حقوق صورة البارزة storyst – freepik