من هو أول مدوّن على الإنترنت وأين هو رابط التدوينة الأولى؟

تاريخ موجز جدًا عن التدوين

by محمد جواد
0 comment
A+A-
Reset
آلة كاتبة

 

 

لم تعد مدونات الإنترنت مقتصرة على الأفراد ومشاركة خواطرهم. سيقول لك أي متخصص في التسويق بالمحتوى أن حتى نشاطك التجاري، سينتفع من مدونة تنشر باستمرار لتعزيز حضور العلامة التجارية على شبكة الويب. ذكرت في تدوينة سابقة وجود ٦٠٠ مليون مدونة على الإنترنت. قد يتساءل البعض عن حكاية المدونات الشخصية، وكيف أصبحت بهذا الانتشار بين المستخدمين وملّاك المشاريع.

 

من أول من كتب تدوينة؟

أطلقت مجلّة النيويورك تايمز (NewYork Times Magazine) لقب «الأب المؤسس للتدوينات الشخصية» على طالب الجامعة حينها جاستن هول (Justin Hall). أسس جاستن موقعه links.net في يناير ١٩٩٤، لاستعراض صفحات HTML متنوعة صادفها أثناء تصفحه للشبكة. تضمّن موقعه محاولات خجولة للتسلية، بأن يتطرق لجوانب حياته الشخصية، كأن يذكر جامعته، والأحوال الجوية السيئة التي جعلته يقضي وقتًا طويلًا على موقعه. لا يوجد دليل قاطع على هذا الزعم، إلا أن من المحتمل بأن هذا الموقع هو من أوائل المدونات الشخصية في تاريخ الإنترنت.

 

من أين جاءت لفظة «Blog»

يقول جاستن هول: «عندما بدأت في التدوين، كان الآخرون يسمونها بالصفحة الرئيسية الشخصية (Personal Home Page). ثم قالوا أنني من أوائل كتّاب اليوميات على الويب (Web Diarists), ثم أصبحت مدوّنًا على الويب (Web Blogger).» لطالما تساءلت عن تاريخ المصطلح (Blog), وأكثر أصل لسانيٍّ بإمكانه شرح اللفظ، هو ما فعله جورن بارقر حين سكّ المصطلح المركب من جزئين (Web Log). استخدم جورن المصطلح ليعني «سجل» نشاطاته على الإنترنت. بعدها جاء المبرمج بيتر ميرهولز في ١٩٩٩ ليقصّر المصطلح إلى «Blog». المضحك في مقاله عن سبب التسمية، هو أنه كتب المصطلح بتلاعب دون أن يقصد ذلك عمدًا. أتستطيع تخيّل أن يتبنى العالم كلّه تسمية اخترعتها دون جديّة؟

 

إلا أن المدونات الشخصية في عصرنا الحالي هي أكثر من مجرّد صفحات لعرض المحتوى الشخصيّ. نقلت خصائص مثل التعليق والرسائل التي تشجّع على التواصل بين المدوّن والآخر، سجل الإنترنت السابق ذكره إلى شبكة تواصل اجتماعي قبل نشأة فيسبوك (Facebook). كان موقع اليوميات المفتوحة «Open Diary» أول من سمح بالتعليقات على نصوص الآخرين، مما ساعد في نشوء مجتمع التدوين المتفاعل مع بعضه البعض مثلما نعرفه اليوم.  احتوى الموقع منذ إطلاقه على أكثر من خمسة ملايين صفحة يوميات، نصف مليون صفحة منها مستمرة حتى هذه اللحظة.

 

ولا يمكن الحديث عن التدوين وتجاهل عملاق المدونات العالمي، أحد أكبر مواقع الإنترنت. تشير الإحصائيات إلى تشغيل الوردبريس (Wordpress) لنصف صفحات الإنترنت. حيث أن ٦٥.٢٪ من مواقع الإنترنت التي تستخدم أنظمة إدارة للمحتوى هي مبنيّة بواسطته. بمقابل عملاق المدونات، يأتي نموذج التدوين الضئيل (Micro-Blogging). لاقت الشبكة الاجتماعية تويتر (Twitter) استحسان ملايين مستخدميها في الكتابة بنموذج التغريدة القصيرة, الذي بدأ بحد ١٤٠ حرف فحسب.

 

لا نعلم مستقبل التدوين حتمًا، إلا أن حاضره أكثر اتساعًا من ماضيه.

 


إذا أعجبك هذا المقال اقرأ عدد نشرتي البريدية الأخير: بديهيٌ حدّ البكاء: ما تخبرك به البصلة والذي تناول قصة جريدة البصلة (The Onion) الجريدة الساخرة التي استمرّت لأكثر من ثلاثة عقود.


حقوق الصورة البارزة: Florian Klauer on Unsplash

قد يعجبك الآتي

Leave a Comment