محمد جواد
  • الرئيسية
  • النشرة البريدية
  • الملف التعريفي
  • مِراس Apple Podcasts
Category:

التدوين

التدوينصناعة المحتوى

قوتك في قول شيء: كيف تتقن فن الخطاب

by محمد جواد 8 يناير، 2024

 

السحر الخفي في الخطابة

ربما كنت تستمع لشخصية بارزة في يوم من الأيام، تخطب في جمهور غفير أو في بيان على التلفاز، وتساءلت: ما السحر البلاغي خلف هذا الإلقاء؟ لمَ أشعر بالانجذاب لأن أوافق على ما قيل في هذه الكلمة؟ وكيف يمكنني قول كلام مؤثر كهذا؟ لا شك أن المتحدثين البارزين ينتهجون طرقًا وأساليب متعددة في إلقائهم لخطبهم، إلا أننا لحسن الحظ نعرف سرًا من أسرارهم جعل مهارتهم بهذا التأثير البلاغي القوي. سأشاركك في هذا المقال سرًا يزيد من رصانة حديثك وكتاباتك، جرّبه وقرر ما إذا زادت قوتك الإقناعية.

تعد مهارات الاتصال ركيزة أساسية في شخصيات القادة. فأن تحسن إيصال رسائلك لمستمع أو قارئ وتقنعه بموقفك، تلك قوة تصبّ في صالحك مهما كانت غاياتك، ودون مهارات اتصال، يشوبُ تأثيرك ضعفٌ وركاكة. لا تستطيع الاستهانة بقدرة فرد يحسن صياغة رسائله، ويقنعك إقناعًا جيدًا. فقد تحدثت سابقًا في مقال ذرّي في تطبيق X (سابقا تويتر Twitter) عن هذه المسألة بالتحديد.

 

يجب على كل من يترك أثرًا أن يكون ذا مهارات تواصلية 📞

أو كما يقول الغرب:
«Good Communicator»
أي: جيد في إيصال ما يريد التعبير عنه.

لا تستطيع أن تبني مشروعًا جديدًا واعدًا ليكبر ويتسع، دون مقدرتك على التواصل والأخذ والرد بين الأطراف، سواءً عملاء أو شركاء عمل أو حتى جهات مساندة.…

— محمد جواد (@MohdJawads) September 10, 2023

 

مخاطبة العقل وملامسة العواطف بِسُلطة المكانة

لم يزل خطباء القرن الواحد والعشرين في عصرنا هذا، يلتزمون بوصايا أرسطوطاليس في الخطابة. فيبدو أن أسلوب الإقناع للجماهير لم يتغيّر منذ ٣٥٠ سنة قبل الميلاد حتى اليوم. كتب أرسطو (Aristotle) في كتابه عن الخطابة (On Rhetoric) بشأن ما يسمى بالنداءات الثلاثة، وتسمى أيضًا طرق الإقناع (Modes of Persuasion). تعرف بمفراداتها اليونانية التي برزت اصطلاحاتها في نص أرسطو، وهي:

 

  • المشاعر Pathos
  • السلطة Ethos
  • العقل Logos

 

اقرأ تفاصيل الطرق الثلاث التي يمكنك استخدامها في حديثك أو كتاباتك لتزيد من قوة الإقناع:

 

المشاعر Pathos 🫀

تعني مفردة (Pathos) في الإغريقية القديمة: تجربة (Experience) وتعني أيضًا: معاناة (Suffering). حيث اشتُقت من (Pathos) المفردتان تعاطف (Empathy) ومثير للشفقة (Pathetic). ذلك الاشتقاق يشير للمفهوم الذي يعني: العاطفة والمشاعر في الخطاب الملفوظ أو المكتوب. تُعرف المشاعر (Pathos) بقدرتها على ملامسة الجانب العاطفي عند المستمع أو القارئ.

تتعدد الطرق التي قد تستخدمها لبناء الروابط مع المستمع أو القارئ، إلا أن الأمثلة الأكثر نجاعة تظهر في معرفة استخدام النغمة المناسبة المحفزة لعاطفة ما، سواء كانت غضبًا أو فرحًا أو مساندة. يتفنن رواد فن الخطابة في استخداماتهم للمشاعر (Pathos)، مثل تلك الإيماءات غير اللفظية (Non-Verbal) التي تتضمن معانٍ غير منطوقة، أو في حال الكتابة أن يؤكَّد على التوافق القيمي بين الكاتب وقرّاء النص المكتوب.

 

السُلْطة Ethos 🚓 🚨

تعني مفردة (Ethos) في الأغريقية القديمة: شخصية (Character)، وتشتق منها مفردة (Ethics) باللغة الإنجليزية أي: الأخلاق. إلا أن استخدامها في أساليب الإقناع يُعنى بالسمة الأخلاقية في خطابك، ويجوز لنا أن نقرّب المعنى في تعريف (Ethos) بأن نستخدم مصطلحيّ مؤهل أو موضع ثقة، حيث هو المعنى الأقرب لقولنا (Authority)، أي شخص ذو سلطة قد تكون معرفية. والغرض الأساسي في وجود السلطة هو تضمين المشروعية فيما تقدم من طرحك في الكتابة، أو ما يظهر من شخصيتك أمام الملأ في الخطابة. باختصار وجود عنصر (Ethos) في خطابك هو الإجابة على سؤال: لمَ يجب علينا أن نستمع إليك؟

يمكنك استخدام السلطة في خطابك من خلال تبيين معرفتك العميقة فيما تقدم. فاستخدام لغة محكمة متناسبة مع المستمع أو القارئ، بالحفاظ على سلامة اللفظ وبلاغة مؤثرة، يضفي إلى سلطتك الخطابية. لهذا السبب يُعرّف المتحدث قبل إلقاءه للكلمة بمسمياته الوظيفية أو مكانته الأكاديمية، أو الكاتب بأعماله السابقة ومبيعاتها المتصدرة، كل ذلك يصبّ في سلطة مايقال.

 

العقل Logos 🧠

تعني مفردة (Logos) في الإغريقية القديمة: كلمة (Word)، وتشتق منها مفردة (Logic) باللغة الإنجليزية، أي: المنطق. يُستخدم عنصر (Logos) في أساليب الإقناع حينما يحاكي الخطاب الموجّه للمستمع أو القارئ جانبه العقلي، باستخدام المقاربة المنطقية للحديث أو المفردات العقلانية.

يمكن مخاطبة القارئ من جانب عقليّ عبر ذكر حقائق مثبتة أو تأريخ موّثق لا جدل في صحته، أو عبر توظيف الاحصاءات والأرقام الصحيحة للاستشهاد بموقف معيّن. يميل المتحدث العقلاني لمخاطبة الجانب الجاد في مستمعيه، ولمراعاة اللغة المستخدمة التي تهدف لتحفيز الحس النقدي وتدعو القارئ للتفكير. دائمًا ما تنجح الأرقام والإحصائيات في إضفاء عقلانية ومنطقية في خطاب ما، فقد يخطئ الكلام ولكن الأرقام لا تكذب، على حد التعبير الشائع.

 

 

أن تضع في الحسبان العناصر الخفية في قوة رسائلك، هو ما يعلي من شأن ما تُقدم. ما سمّاه أرسطو طرق الإقناع (Modes of Persuasion)، ماهو إلا إطار تطبيقي واحد، وتوجد غيره العديد من التطبيقات الأخرى التي يمكن تجربتها لتقوية خطابك المسموع أو المكتوب.

 


يسعدني مشاركة حلقة جديدة من مدونتي الصوتية مِراس، والتي كانت بعنوان «ماذا تفعل حينما لا تعرف ما العمل؟».

اسمعها على:

Apple Podcasts

YouTube

Spotify


إذا أعجبك هذا المقال اقرأ عدد نشرتي البريدية الأخير: المحتوى المتسخ: كيف تجذب فيديوهات تنظيف السجّاد مشاهدات مليونية والذي بحث في حكايات غسيل عادية جذبت انتباه المتابعين


حقوق الصورة البارزة: Freepik – user11878095


 

8 يناير، 2024 1 comment
1 FacebookTwitterLinkedinWhatsappTelegram
آلة كاتبة
التدوين

من هو أول مدوّن على الإنترنت وأين هو رابط التدوينة الأولى؟

by محمد جواد 22 أغسطس، 2023

 

 

لم تعد مدونات الإنترنت مقتصرة على الأفراد ومشاركة خواطرهم. سيقول لك أي متخصص في التسويق بالمحتوى أن حتى نشاطك التجاري، سينتفع من مدونة تنشر باستمرار لتعزيز حضور العلامة التجارية على شبكة الويب. ذكرت في تدوينة سابقة وجود ٦٠٠ مليون مدونة على الإنترنت. قد يتساءل البعض عن حكاية المدونات الشخصية، وكيف أصبحت بهذا الانتشار بين المستخدمين وملّاك المشاريع.

 

من أول من كتب تدوينة؟

أطلقت مجلّة النيويورك تايمز (NewYork Times Magazine) لقب «الأب المؤسس للتدوينات الشخصية» على طالب الجامعة حينها جاستن هول (Justin Hall). أسس جاستن موقعه links.net في يناير ١٩٩٤، لاستعراض صفحات HTML متنوعة صادفها أثناء تصفحه للشبكة. تضمّن موقعه محاولات خجولة للتسلية، بأن يتطرق لجوانب حياته الشخصية، كأن يذكر جامعته، والأحوال الجوية السيئة التي جعلته يقضي وقتًا طويلًا على موقعه. لا يوجد دليل قاطع على هذا الزعم، إلا أن من المحتمل بأن هذا الموقع هو من أوائل المدونات الشخصية في تاريخ الإنترنت.

 

من أين جاءت لفظة «Blog»

يقول جاستن هول: «عندما بدأت في التدوين، كان الآخرون يسمونها بالصفحة الرئيسية الشخصية (Personal Home Page). ثم قالوا أنني من أوائل كتّاب اليوميات على الويب (Web Diarists), ثم أصبحت مدوّنًا على الويب (Web Blogger).» لطالما تساءلت عن تاريخ المصطلح (Blog), وأكثر أصل لسانيٍّ بإمكانه شرح اللفظ، هو ما فعله جورن بارقر حين سكّ المصطلح المركب من جزئين (Web Log). استخدم جورن المصطلح ليعني «سجل» نشاطاته على الإنترنت. بعدها جاء المبرمج بيتر ميرهولز في ١٩٩٩ ليقصّر المصطلح إلى «Blog». المضحك في مقاله عن سبب التسمية، هو أنه كتب المصطلح بتلاعب دون أن يقصد ذلك عمدًا. أتستطيع تخيّل أن يتبنى العالم كلّه تسمية اخترعتها دون جديّة؟

 

إلا أن المدونات الشخصية في عصرنا الحالي هي أكثر من مجرّد صفحات لعرض المحتوى الشخصيّ. نقلت خصائص مثل التعليق والرسائل التي تشجّع على التواصل بين المدوّن والآخر، سجل الإنترنت السابق ذكره إلى شبكة تواصل اجتماعي قبل نشأة فيسبوك (Facebook). كان موقع اليوميات المفتوحة «Open Diary» أول من سمح بالتعليقات على نصوص الآخرين، مما ساعد في نشوء مجتمع التدوين المتفاعل مع بعضه البعض مثلما نعرفه اليوم.  احتوى الموقع منذ إطلاقه على أكثر من خمسة ملايين صفحة يوميات، نصف مليون صفحة منها مستمرة حتى هذه اللحظة.

 

ولا يمكن الحديث عن التدوين وتجاهل عملاق المدونات العالمي، أحد أكبر مواقع الإنترنت. تشير الإحصائيات إلى تشغيل الوردبريس (Wordpress) لنصف صفحات الإنترنت. حيث أن ٦٥.٢٪ من مواقع الإنترنت التي تستخدم أنظمة إدارة للمحتوى هي مبنيّة بواسطته. بمقابل عملاق المدونات، يأتي نموذج التدوين الضئيل (Micro-Blogging). لاقت الشبكة الاجتماعية تويتر (Twitter) استحسان ملايين مستخدميها في الكتابة بنموذج التغريدة القصيرة, الذي بدأ بحد ١٤٠ حرف فحسب.

 

لا نعلم مستقبل التدوين حتمًا، إلا أن حاضره أكثر اتساعًا من ماضيه.

 


إذا أعجبك هذا المقال اقرأ عدد نشرتي البريدية الأخير: بديهيٌ حدّ البكاء: ما تخبرك به البصلة والذي تناول قصة جريدة البصلة (The Onion) الجريدة الساخرة التي استمرّت لأكثر من ثلاثة عقود.


حقوق الصورة البارزة: Florian Klauer on Unsplash

22 أغسطس، 2023 0 comments
2 FacebookTwitterLinkedinWhatsappTelegram
زواحف محركات البحث Crawlers
SEOالتدوين

لمَ يجب عليك أن تفهم تحسين محركات البحث SEO؟

by محمد جواد 25 مايو، 2023

ما هو تحسين محركات البحث SEO ولمَ يجب عليك فهمه؟

كتب سيرجي براين ولورنس بيج في ١٩٩٨ ورقة علمية بعنوان: تشريح محرك البحث ذو الرابط التشعبي واسع النطاق كأطروحة دكتوراه لجامعة ستانفورد. كانت تلك الورقة المتاحة على الإنترنت حتى يومنا هذا، هي بداية نظام تراتبيّة نتائج البحث، للموقع الإلكتروني الأكثر زيارة بالعالم. بحسب الإحصائيات، يولد قوقل ٤٤،٠٠٠ ألف عملية بحث في الثانية، وبأكثر من ٨٠ مليار زيارة بالشهر.

جاءت قوقل بنظام بحث مختلف عن محركات البحث قبلها، بتقديم نظام استشهاد يرفع من تصدر الصفحات بناءً على المواقع التي تشير إلى تلك الصفحات، ومحددات أخرى يعلنونها وغيرها خفية. يمكننا أن نعرّف الـ SEO بإيجاز بأنه ممارسة تهيئة قطعة المحتوى لأن تكون قابلة للقراءة من زواحف قوقل، لكي تحظى برتبة متصدرة بالبحث أو قريبة من النتائج المتصدرة.

تعد قيمة قطعة المحتوى من أهم عناصر تصدرها، بالإضافة إلى:

  • سرعة الموقع
  • صور موصوفة نصيًا
  • الوصف التعريفي Meta Description
  • عناوين رئيسية وفرعية تحاكي نوايا الباحث H1, H2
  • نص البديل للصور لتقرأها زواحف محرك البحث Alt Text

 

أتلبس قبعة بيضاء أم سوداء؟

ينقسم مجتمع محسني محركات البحث إلى فريقين، ذوي القبعات البيضاء، ويقابلهم لابسي قبعاتٍ سوداء. يمكن تعريف تحسين محركات البحث بقبعته البيضاء أنه ما يوظّف آلية تصدر الموقع الإلكتروني إلى رُتب أعلى من خلال ممارسات أخلاقية وصحيحة دون أن يحتال على نظام البحث. أما محسّن محرك البحث ذو القبعة السوداء، فهو يجيز التحايل والتلاعب وفعل أي شيء قد يساعده على التصدّر بنتائج البحث SERPs.

ازرع مقالًا تحصد زيارة

مع كشف تلك الآليات التي تمكّن مدير الموقع الإلكتروني من تصدر موقعه بنتائج البحث، انكب المهتمون باستغلال تلك المعرفة على صناعة محتوى مكثّف بإدارة ما يسمى بمزارع المحتوى. تنشر مزرعة المحتوى الكثير من المقالات بالحد الأدنى من الجودة، أي الجيدة بما يكفي لأن تجذب زائرًا، دون الاجتهاد بتقديم منفعة حقيقية.

ما هي أقسام الـ SEO؟

تفرّع الـ SEO مؤخرًا لأقسام جعلت وجوده حاضرًا أكثر من ذي قبل، مثل التجارة الإلكترونية والبرمجيات كخدمة SaaS وشبكات التواصل الاجتماعي الحديثة. إلا أن من المتعارف عليه أن أقسام تحسين محركات البحث هي ثلاثة أنواع:

  • تحسين محرك البحث الداخلي On Page SEO
  • تحسين محرك البحث الخارجي Off Page SEO
  • تحسين محرك البحث التقني Technical SEO

 

تحسين محرك البحث الداخلي On Page SEO

 تستطيع أن تحسّن الـ SEO الداخلي بالموقع من خلال عدة أدوات يمكنك تركيبها أو الاستعانة بها حين تُنتج المحتوى، إضافات المتصفح هي من تلك الأدوات. أدعوك لقراءة سبع إضافات كروم لا غنى عنها للمستقل العربي، حيث يمكنك تثبيت إضافات معيّنة بالمتصفح. سيساعدك ذلك على الالتفات لمواضع يحسن فيها تعديل جزئية تساهم في جعل قطعة المحتوى أكثر إتقانًا. أستخدمُ شخصيًا إضافة All in one SEO بداخل محرر الوردبريس، تظهر لك نسبة مئوية تبيّن فيها بنية اكتمال المقال النصيّة ونواقصه قبل النشر.  

تحسين محرك البحث الخارجي Off Page SEO

يتمحور تحسين الـ SEO الخارجي حول كمية الروابط الخلفية لصفحتك، أي عدد من يشير إلى محتواك برابط مضمّن بصفحاتهم. ستزيد من “سُلطة” موقعك –بالتعبير المستخدَم من قبل مجتمع الـ SEO– مع تزايد روابطك الخلفية الخارجية. برأيي أن نظام الاستشهاد الذي صنعته Google في غاية الذكاء، فكيف تميّز محتوى ذا جودة عالية؟ ابحث عمَّ استند عليه مستخدمون كُثر واستشهدوا فيه، فذلك لا يأتي إلا بالاجتهاد في عمل تُعجب به شريحة واسعة من القراء ليتصدر نتائج البحث. اقرأ كيف تجعل محتواك في المقدمة باستخدام SEO.

تحسين محرك البحث التقني Technical SEO

يمكن تعريف السيو التقني أو Technical SEO بأنه الممارسات التقنية التي تساعد على تصدّر الموقع. يشمل ذلك تقديم خريطة للموقع الإلكتروني Site Map، وبناء هيكلة المدونة لأن تكون سهلة التعرّف والقراءة من جانبها التقني. مثل أن تتجنب ترك صفحات تنتهي إلى طريق مسدود (أعطال في الصفحة) أو تصنيف المحتوى بشكل غير سليم.

كيف تتعلّم تحسين محركات البحث؟

يتساءل البعض عن أفضل دورات تحسين محركات البحث (السيو) عبر الإنترنت. تكثر الاقتراحات وتوصيات مقدمي الدورات عن أفضل السبل لتعلم هذه المهارة. بالفعل يمكنك إيجاد دورات تدريبية بمختلف المجالات على الإنترنت. إلا أن تطبيقها والتعلّم بالتجربة يعد أجدى من الدراسة النظرية البحتة. قد تسأل لمَ أطبق قبل أن أتعلم؟ أجيبك بأن التغيّرات سريعة للغاية في أي مجال تقني، وليس (السيو) فحسب. إذ تخلّفك عن مواكبة جديد التقنية وعلاقتها بالمجال الذي تودّ إتقانه قد يجعلك متأخرًا عن الركب الرقمي.

 

الحق بالجديد من خلال متابعة قناتي على اليوتيوب وحسابي على تويتر.


إذا أعجبتك هذه المقالة اقرأ هل تحتاج الشركات صناعَ المحتوى؟ [تقرير ٢٠٢٣] والتي تناولت دراسة تبيّن تزايد الطلب على المحتوى وصنّاعه.


حقوق صورة البارزة: Unsplash –  Growtika

25 مايو، 2023 0 comments
2 FacebookTwitterLinkedinWhatsappTelegram
تصميم يعبر عن شبكة تواصل.
التدوين

أما زلت مترددًا من التدوين؟ [اقرأ تجربة شخصية]

by محمد جواد 26 مارس، 2023

قاطع تذاكر الإنترنت

شهدتُ ظواهر الإنترنت وعاصرت نموها في سنوات مراهقتي. فقد عملت أثناء دراستي للثانوية (٢٠٠٩م) كموظف استقبال في أول مقهى إنترنت في منطقتنا وأكبرها. باحتوائه أكثر من خمسين حاسوبًا، وبجلسات فاخرة مفتوحة لسبعة أيام بالأسبوع وعلى مدار الساعة، كانت سعر الساعة المؤجرة على الزبون ١٥ ريالًا. لم يمتلك أي شخص أعرفه حينها اتصالًا بالشبكة في منزله، كل من عرفتهم ارتادوا المقاهي لتصفح الإنترنت.

 

عملت في المقهى لمدة ثلاث سنوات. وكان بوابة للتعرف على الشبكة العنكبوتية مثلما سميّت حينها. امتلكتُ -بعد خبرة بالعمل في مكان كهذا- معرفةً تمكنني من تخمين غاية الزبائن من زيارة المقهى. لماذا يأتي؟ وبماذا يقضي وقته فيه؟ كل زائر له حاجة.

 

نوع يأتي للدخول على مواقع الدردشة الكتابية الرائجة مثل “شات الشلّة“. ويضحك آخر بصوته العالي على البالتوك، موقع المحادثات الصوتية، ومقيم اشترى بطاقة “زاجل” للاتصال على هاتف منزله الموجود بقرية نائية. لحظت نوعًا من الزبائن أكثر اتزانًا من بين الراكضين نحو بوابات الإنترنت المشرّعة حديثًا، من يقصد الإنترنت للكتابة والقراءة المطوّلة. وفقًا لتصنيفي، لم يزد عدد هذه الفئة عن ٥٪ من الزوار، وكان فيهم شيئًا يصارع للاندماج مع بقية الزبائن. افتقدوا هدوءًا مطلوبًا لقضاء وقتهم.

 

لوحة من إنارة النيون لمقهى إنترنت

 

وكان هنالك المدونون

ساعد حراك المدونات في بداية وصول الإنترنت بالمنطقة على خلق مجتمع من نوع جديد. كان للتدوين طابعًا فريدًا في بداية انتشار الإنترنت بالعالم العربي. تعرّف ذلك المجتمع على الآخر المختلف عنهم، مثل صدمة القراء بشأن تدوينة الكاتبة عن تجربتها في العمل بمكان مختلط بدولة خليجية أكثر انفتاحًا. وكتب مدوّن قصة على أجزاء دعت لشراء الكتاب المنشور لمعرفة خاتمتها. مارس الكتّاب والقراء ما أحبوه بمجتمعهم الصغير، لكنّ دوافعهم لم تُفهم، نظر الآخرون إلى المدوّن وقارئه ولم يجدوا الحافز الواضح.

 

لا يفهم البعض مغزى التدوين وجدوى الوقت المبذول فيه. مع زخم التجارة الإلكترونية والأموال المدرّة من مبيعاتها، غفل هؤلاء عن أحد أهم عوامل تطويع الإنترنت لصالحهم. كتبت الشهر الماضي بنشرتي البريدية عددًا بعنوان “وهم إيكاروس”. تناولتُ فيه مفهوم اقتصاد الاتصال، حيث نعيش بزمنٍ يُشترى الانتباه فيه بالمال. أنت حر في اختيار صيغة للمحتوى الذي تستثمر فيه جهدك ووقتك، ويمكنك نشره بأي قناة تعجبك. ما يهم حقًا هو الانتباه الناتج عن عملك. هل يقف إبهام المستخدم عن حركته السريعة لتفقّد ما تصنع؟

 

أما عن نفسي، فقد تأخرت كثيرًا عن العمل عبر الإنترنت. أقول كثيرًا لأنني عملت بهذا المجال بسن الخامسة عشر أثناء انتشاره، كان بالإمكان لتلك الفرصة حينها أن تهيئ المبادر لها بأن يصنع نجاحًا لافتًا. والمؤسف تكاسل البعض عن إدراك طبيعة الأمور الحالية. يستطيع أي راغب بالعمل بهذا المجال أن يتجاوز توقعاته الشخصية مهما كانت. ربما انشغل المستخدم باستهلاك المحتوى اليومي عن اتساع العالم الرقمي. هل يدرك هؤلاء استقبال المستخدم المبكّر وصدمته تجاه عالم الإنترنت وإمكانياته؟

 

صدمة الوصول إلى أصقاع الأرض المتاحة من قبل الإنترنت

تصعب علي كتابة ما أوشك على كتابته، ولو لم أشهد ذلك بعيني لم أكن لأكتبه. كموظف في مقهى إنترنت بعام ٢٠١٠، رأيت زبائن لم يخرجوا من باب المقهى لأكثر من شهر كامل. على طاولة الكمبيوتر، مشدوه بشاشة أدخلته إلى عوالم، نام وأكل على الطاولة. جلس العديد منهم بالأيام ولم نتفاجأ -إدارة المقهى- مقارنةً بغيرهم. كان المحل مفتوحًا ٢٤ ساعة باليوم، سبعة أيام بالأسبوع. مع خدمات تقديم الوجبات والغرف الخاصة.

 

قد يبدو ذلك مستهجنًا، ولكنني أتفهم ما كان يحصل. الإنترنت ليس مجرد مساحة لعقد الصداقات وممارسة التسلية، لن أبالغ بوصفه من أكبر المنجزات الحضارية. أدارت به كبرى المؤسسات أعقد عملياتها. فهل يصعب جني مال كلقمة عيش من خلاله؟

 

أشاركك حدثًا  معتادًا لموظف مقهى إنترنت قبل ٢٠١٠:
يرن هاتف الاستقبال يومًا بمنتصف العمل:
“ألو؟”
“السلام عليكم”
“وعليكم السلام”
“الله يعطيك العافية، أود التحدث مع زوجي، أعرف أنه يقضي وقته عندكم”
“من زوجك؟”
“فلان”
-أنادي على زبون معروف يقضي ليالٍ عديدة بالمقهى-
“أهلك يتصلون”
“لا أريد الحديث معهم”

أذكر هذه الموقف لنتأمل معًا تعلّق المستخدم بحاسوبه في أيام الإنترنت المبكرة، فتخيّل ما قد نتّجه إليه.

 

لماذا أبدأ بالتدوين؟

أكتب هذه التدوينة بالتزام شخصي كبير. فباختياري للكتابة كمهنة رئيسية، قرّرت البدء بتجربة حياتية جديدة. أود الهروب من قيد الوظيفة،  والانتقال بعد عشر سنوات من العمل في كبرى الشركات إلى عمل مستقل عبر الإنترنت. أتساءل أحيانًا إن كانت كتابة الإعلانات خيارًا مهنيًا موفقًا، إذ يتوجب عليّ شرح ما أقصد للسائل في كل مرة يرد ذكرها. لا أعلم بالتحديد إن كان هذا مؤشرًا جيدًا أو لا، ولكنه يشعرني بالحماسة.

 

تبشر الأمور بالخير بعد ثلاثة أشهر من الإنطلاقة. نما حسابي في تويتر وتجاوز ١٠٠٠ متابع رائع. أعمل مع العملاء بلا انقطاع، إلى الحد الذي أخرني عن الالتفات لهذه المدونة والبدء بالكتابة. أفكر في مشاركة تفاصيل تجربتي في الانتقال على العلن ليستفيد من هو بنفس الحال، ولأنني لم أجد قصصًا تشبه قصتي على حد علمي.

الإنترنت مكان شاسع. مهما كانت توجهاتك، انطلق وجرّب، جرّب وحسب.

ها أنا افتتح مدونتي وأقدم نفسي لكم، فأهلًا وسهلًا بكم

شارك هذه التدوينة وادعمني برحلتي

26 مارس، 2023 4 comments
8 FacebookTwitterLinkedinWhatsappTelegram

Mohammed's books

If I Survive You
liked it
If I Survive You
by Jonathan Escoffery
[(Family and Court: Legal Culture and Modernity in Late Ottoman Palestine )] [Author: Iris Agmon] [Jan-2006]
[(Family and Court: Legal Culture and Modernity in Late Ottoman Palestine )] [Author: Iris Agmon] [Jan-2006]
by Iris Agmon
Conflicts and Tensions in Islamic Jurisprudence
liked it
Conflicts and Tensions in Islamic Jurisprudence
by Noel J. Coulson
The Origins of Muhammadan Jurisprudence
The Origins of Muhammadan Jurisprudence
by Joseph Schacht
المرأة العسراء
it was ok
المرأة العسراء
by Peter Handke

goodreads.com

المقالات الأخيرة

Popular Posts

  • 1

    أما زلت مترددًا من التدوين؟ [اقرأ تجربة شخصية]

    26 مارس، 2023
  • 2

    هل تحتاج الشركات صناعَ المحتوى؟ [تقرير ٢٠٢٣]

    12 مايو، 2023
  • 3

    من هو أول مدوّن على الإنترنت وأين هو رابط التدوينة الأولى؟

    22 أغسطس، 2023

  • Facebook
  • Twitter
  • Linkedin
  • Youtube
  • Email
  • Spotify

Back To Top
محمد جواد
  • الرئيسية
  • النشرة البريدية
  • الملف التعريفي
  • مِراس Apple Podcasts